نظمت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بوزارة الداخلية، معرضاً يحمل مسمى "أم الإمارات -The Mother of the Nation"، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، ويقام المعرض بالتزامن مع لجنة وضع المرأة (CSW) المنعقد خلال الفترة من (10) مارس إلى (21) مارس (2025).


ويأتي هذا المعرض تكريماً لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة "أم الامارات"، حيث يقدم المعرض جانباً من مبادرات ومشاريع النهوض بالمرأة الإماراتية وتمكينها وفق رؤية ودعم ومتابعة سموها بما تمثله من رمز للنساء حول العالم، من خلال مبادرات يتجاوز تأثيرها كل مجال ويمس روح الإنسانية، وهي الأم لزعيم استثنائي ورث عن والديه إرثًا من الشجاعة والحكمة والرؤية، ليقدم للعالم دولة فتية حققت منجزات متقدمة ووصلت إلى أعلى مراتب التنافسية الدولية. 


كما يهدف هذا الحدث البارز إلى تسليط الضوء على رؤية "أم الإمارات" في مختلف المجالات التنموية، بما في ذلك الاقتصاد، والأعمال، والتعليم، والسياسة، وتمكين المرأة والأسرة، والثقافة، والرياضة، بالإضافة إلى إبراز الإنجازات المميزة للمرأة الإماراتية، وقصص النجاح التي ألهمت الأجيال محلياً وعالمياً.


ويعد هذا المعرض "الأول من نوعه"، فرصة فريدة لاستعراض الدور الريادي للمرأة الإماراتية في المجتمع الدولي، وتكريماً لجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" في دعم وتمكين المرأة والأسرة على المستويات كافة. 


هذا، وسيشهد المعرض مشاركة نخبة من الشخصيات البارزة وصناع القرار والمختصين من مختلف دول العالم، مما يعزز الحوار العالمي حول تمكين المرأة والأسرة ودورها المحوري في التنمية المستدامة. كما يتيح المعرض للضيوف ورؤساء الوفود المشاركة في اجتماعات لجنة وضع المرأة للاطلاع على مشاريع سموها ومبادراتها الريادية في كافة المجالات.


وجرى في الافتتاح إلقاء كلمة جلالة الملكة سليفيا، ملكة السويد، والتي ألقتها نيابة عنها معالي باولينا براندبيرغ، وزيرة المساوة بين الجنسين والحياة العملية في السويد، قالت فيها: "يسلط معرض "أم الإمارات" الضوء على الإنجاز الذي حققته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك طوال حياتها في تعزيز تمكين المرأة وحقوقها في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي الشرق الأوسط وحول العالم". 


وأشارت إلى أن تقدم حقوق المرأة والطفل مترابط بشكل عميق، حيث تم تأسيس منظمات متخصصة لتعزيز هذه الحقوق ومنها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومؤسسة الطفولة العالمية. وعلى مر السنين، كان لي شرف مقابلة سموها، وأذهلني شغفها والتزامها الثابت.


كما أشارت إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة استضافت قمة بعنوان "نحن نحمي" لإيجاد عالم رقمي أكثر أمانًا. وتفخر مؤسسة الطفولة العالمية بأن تكون جزءًا من هذه المبادرة، التي تدمج دور الذكاء الاصطناعي في ضمان سلامة الأطفال، ولعبت قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة في استضافة هذا التجمع المهم دورًا رئيسًا في نجاحه.


وأعربت عن إعجابها العميق بعمل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، متطلعة إلى مواصلة الجهود المشتركة لدعم المرأة والطفل في دولة الإمارات والعالم.


كما ألقت جلالة عزيزة أمينة ميمونة، سلطانة ولاية باهانج الماليزية، كلمة مسجلة في حفل الافتتاح، أعربت عن تقديرها للدور المهم الذي تلعبه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" في دعم المرأة والفتيات حول العالم، عبر مبادرات سموها في تمكين المرأة والنهوض بإمكانياتها، وتوفير كافة السبل للعيش الكريم والاستقلالية، لتسهم في بناء أجيال الغد والمستقبل المشرق، والمشاركة الفاعلة في التنمية المستدامة.


وقال سعادة السفير محمد بو شهاب، رئيس بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في كلمته بالافتتاح، "إن دولة الإمارات العربية المتحدة أدركت منذ تأسيسها الدور الذي لا غنى عنه للنساء والفتيات في دفع عجلة التقدم وتشكيل عالم أكثر سلامًا وازدهارًا واستدامة، وعلى هذا النحو، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مجموعة من السياسات والتشريعات والبرامج التي تعزز مشاركة المرأة الكاملة والمتساوية والهادفة، وإدماجها في جميع المجالات وتمكينها من القيادة والابتكار والازدهار".


وأضاف، استرشادًا برؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، تواصل المرأة الإماراتية كسر الحواجز وتحقيق نجاح غير عادي. إن قيادتها وابتكارها وقدرتها على الصمود تدفع بلدنا نحو التميز، كما تولت المرأة الإماراتية أدوارًا قيادية في الدبلوماسية، مما يعكس التزامنا الأوسع بأجندة المرأة والسلام والأمن، وأهداف التنمية المستدامة.


وأكد أن هذا المعرض يعد شهادة على طموح المرأة وإمكاناتها اللا محدودة في دولة الإمارات العربية المتحدة وحول العالم، ودعوة إلى العمل للمضي قدمًا، وإن الطريق إلى المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتيات طويل، فليكن هذا لحظة لتأكيد مسؤوليتنا المشتركة لبناء عالم يتاح فيه لكل امرأة وفتاة الفرصة للازدهار، مؤكداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستواصل العمل جنبًا إلى جنب مع الأمم المتحدة والشركاء العالميين لتحقيق هذا الهدف.


كما تحدثت سعادة الريم الفلاسي، الأمين العام لمجلس الأمومة والطفولة بالدولة، وقالت: "عندما يُكتب تاريخ الأمم، فإنه لا يُسجل بالكلمات فحسب، بل يُحفر في القلوب، ويُحفر في عقول الأجيال، ويتردد صداه في النفوس التي تستلهم منه". 


وأضافت، "ونحن اليوم نثمن ونقدر مبادرات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة "أم الإمارات"، التي تعد نموذجاً للقوة وراء التطوير والتحديث، وإنه لشرف عظيم أن أقف أمامكم اليوم في هذا التجمع المرموق للاحتفال بسموها، التي كرست حياتها لرفع شأن الآخرين، والتي لم تكن خطواتها مجرد خطوات عادية؛ بل كانت أسسًا وضعت بالتزام لا يتزعزع، وشكلت مستقبلًا تقف فيه المرأة الإماراتية اليوم كرائدة في السياسة والعلم والاقتصاد، ومساهمة فاعلة في تقدم هذه الأمة".


وأشارت إلى تأسيس سموها ودعمها للاتحاد النسائي العام عام (1975)، الذي لم يكن مجرد تأسيس مؤسسة؛ لقد كان فجر عصر جديد، تمكنت فيه المرأة من أن تصبح صانعة قرار ومؤثرة في مجتمعاتها، ومهندسة لمستقبلها. واليوم، بينما نرى المرأة الإماراتية تقود في الحكم، وتتفوق في الاقتصاد، بل وتبلغ الفضاء، ندرك أن هذا الحلم لم يكن مجرد طموح، بل كان وعداً تحقق، ومساراً ممهداً، ورحلة لن تتوقف أبداً.


واختتمت كلمتها بالقول "إنني أقف هنا بفضل سموها تماماً كما تقف آلاف النساء اليوم، متمكنات بفضل رؤيتها، إنها ليست مجرد امرأة غير عادية؛ بل هي نبض هذه الأمة، وضميرها الحي، ورمز للعطاء اللا متناهي، والقيادة التي تبني دون النظر إلى الوراء، وفي هذا المعرض الذي يحمل اسمها، لا نحتفل بإنجازاتها فحسب، بل نجدد التزامنا بمواصلة الرحلة، وحمل الشعلة التي حملتها للمضي قدماً نحو المستقبل".