تحت رعاية فاطمة بنت مبارك..سيف بن زايد يشهد افتتاح مؤتمر "المرأة في عالم متغير" بتنظيم من الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة والاتحاد الدولي للاتصالات ومجلس الأمن السيبراني
تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، افتتاح "مؤتمر المرأة في عالم متغير"، من تنظيم الاتحاد النسائي العام، وبالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والاتحاد الدولي للاتصالات، ومجلس الأمن السيبراني، وذلك بمقر الاتحاد النسائي العام في أبوظبي، بمشاركة نخبة من الخبراء من دولة الإمارات والعالم.
وهدف المؤتمر إلى ترسيخ الفهم العميق للعلاقة بين الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وأجندة المرأة والسلام والأمن، إلى جانب دمج منظور المساواة بين الجنسين في إستراتيجيات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، علاوة على تعزيز حماية الحريات الأساسية في ظل تطور التهديدات السيبرانية، بالإضافة إلى تطوير التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التهديدات السيبرانية وتعزيز الأمن والسلام.
وألقى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، كلمة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" في المؤتمر بالإنابة عن سموها، حيث قدم سموه قبل البدء بكلمة سموها الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، على دعمه اللا محدود لجهود تمكين المرأة الإماراتية في مختلف المجالات.
ورحبت سموها في الكلمة بحضور المؤتمر الذي يجمع نخبة من الخبراء والمختصين؛ بهدف التشاور وتبادل الأفكار حول وضع إستراتيجيات فاعلة لرفع الوعي وحماية المجتمعات من مخاطر وتحديات الحياة الرقمية، من خلال تعزيز التعاون الدولي في مجال الأمن الرقمي والذكاء الاصطناعي، ووضع خريطة طريق مستقبلية ترتقي بمستويات المعارف التقنية للمرأة، وتعزز دورها في قضايا السلام والأمن الدوليين.
وأكدت سموها: "إن تمكين المرأة في العالم الرقمي، وتحصينها بالعلوم الحديثة لمواجهة التحديات الرقمية، سوف يعزز من دورها المجتمعي بوصفها نواةً وركيزةً أساسية للأسرة، حيث تساهم بفاعلية في توجيه وتثقيف الأجيال، وإعداد بيئة أسرية واعية وقادرة على التعامل مع متطلبات العصر الرقمي، بما يسهم في بناء مجتمعاتٍ أكثر تقدماً واستقراراً".
وأشارت سموها إلى "إن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، تحرص على تمكين المرأة في مختلف المجالات وتطوير قدراتها في مجال السلام والأمن"، وتأتي "مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن"، جزءاً من رؤية إستراتيجية لتعزيز دور المرأة في صنع القرارات الأمنية، ومن خلالها انطلق مركز التميز للمرأة والسلام والأمن، كمنصةٍ عالمية تهدف لإعداد نساء قياديات في مجالات الأمن وحفظ السلام، ويتجلى ذلك من خلال إطلاق الخطة الوطنية لدولة الإمارات تنفيذاً لقرار مجلس الأمن (1325)، لتكون الدولة الأولى خليجياً في امتلاك برنامج وطني يدعم تنفيذ الالتزامات العالمية بشأن المرأة والسلام والأمن.
وقالت سموها: "إن الوعي والثقافة في العالم الرقمي يشجعان على الاستخدام المسؤول والأخلاقي للتكنولوجيا، وهما الضامن للاستخدام الآمن والإيجابي للتقنيات الحديثة، وتحقيق الاستفادة القصوى منها نحو مستقبلٍ أكثر عدلاً واستدامةً وسلاماً للجميع، وعبر مؤتمرنا هذا، نهدف إلى الارتقاء بالمهارات الرقمية للمرأة، لتكون فاعلةً في أسرتها ومجتمعها، ومساهمةً في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين".
وجددت سموها التأكيد على أهمية دور المرأة وتفانيها في تنفيذ المهام الموكلة إليها، فهي الأم والزوجة والأخت وصانعة الرجال، بما تمتلكه من قدرات كبيرة لبناء مستقبل أكثر سلاماً ووعياً، وبروح المسؤولية والأخوة، نؤكد استمرار دعم دولة الإمارات للحراك العالمي لتمكين المرأة في جميع المجالات.
وقدمت سموها في نهاية كلمتها الشكر لجهود هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وجميع الجهات المشاركة في هذا المؤتمر وحرصهم على تحقيق أفضل المخرجات الممكنة، مرحبة سموها بالجميع في بلدهم الثاني، ومتمنيةً سموها بأن يمثل المؤتمر خطوة حيوية في رسم ملامح مستقبلٍ مشرق لمجتمعاتنا كافة.
حضر افتتاح المؤتمر، معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ومعالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، واللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان، نائب رئيس أركان القوات المسلحة، واللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي، قائد عام شرطة أبوظبي، و سعادة عمران شرف، مساعد وزير الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، وعدد من المسؤولين من الجهات والمؤسسات الحكومية ومن القطاع الخاص.
مشاركة عالمية وإقليمية إشادة بجهود الإمارات بتمكين المرأة
وحول المؤتمر، صرّحت سيما بحوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة: "يمثل مؤتمر المرأة في عالم متغير منصة رائدة لدعم دور المرأة في عالم يشهد تغيرات سريعة ومعقدة. من خلال هذا المؤتمر، نسعى إلى تعزيز الروابط بين الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وأجندة المرأة والسلام والأمن، ودمج منظور المساواة بين الجنسين في هذه المجالات الأساسية التي تشكل واقعنا. يجمعنا هذا الحدث بهدف حماية الحريات الأساسية وتعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمواجهة التهديدات السيبرانية التي تؤثر علينا جميعًا. ويسعدني أن يكون هذا السعي نحو تمكين المرأة في هذه القطاعات الحيوية من أرض أبوظبي، التي لطالما كانت شريكًا لنا في تعزيز مشاركة المرأة في السلام والأمن الدوليين، تحت الرؤية الحكيمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك. وها نحن نجتمع مجددًا لتمكين المرأة من الإسهام في أمان مجتمعاتها، وتحقيق سلام شامل ومستدام للجميع."
وفي هذا الشأن صرحت سعادة دورين بوغدان ـ مارتن، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، "أود أن أعرب عن خالص شكري لدولة الإمارات العربية المتحدة على سعيها المستمر لدعم المنظمات الدولية في تعزيز التعاون العالمي بشأن القضايا الملحة. إن النهج الاستشرافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، يشكل نموذجاً للعالم. كما أود أن أقدم خالص امتناني لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، على جهودها الاستثنائية في تمكين المرأة بجميع المجالات، ومنها: المجال الرقمي. إن قيادتها وتفانيها لم يرفعا من شأن المرأة الإماراتية فحسب، بل ألهمتا ودعمتا النساء في جميع أنحاء العالم، لتولي أدواراً قيادية في مجال التكنولوجيا والأمن. ومن خلال هذا الدعم الحثيث، يمكننا ضمان مستقبل أكثر شمولاً وأماناً للجميع".
ومن جانبها قالت سعادة نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام: "يسعى الاتحاد النسائي العام بتوجيهات كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، إلى تعزيز دور المرأة في قضايا السلام والأمن على المستوى العالمي، وذلك من خلال "مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن" الذي أسهم في تدريب مئات النساء من العالم العربي وإفريقيا وآسيا على المهارات القيادية في مجالات الأمن وحفظ السلام، ويعد جزءاً من رؤية استراتيجية أوسع لتعزيز دور المرأة في صنع القرارات الأمنية والحفاظ على السلام المستدام. انطلاقاً من هذه الرؤية ركزنا في مؤتمر (المرأة في عالم متغير) على التحديات الجديدة في العالم الرقمي، وأهمية تثقيف النساء في المجال العسكري حول الأمن السيبراني، الذي يعتبر من الأسس الرئيسة لحماية الشركات والمنظمات الحكومية في عصرنا الحالي".
من ناحيته قال سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات: "يسعدني أن أشارككم اليوم في هذا الحدث المهم، الذي يعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز الأمن السيبراني وتمكين المرأة. لا شك أن بناء الثقة السيبرانية هو ركن أساسي لازدهار الاقتصاد الرقمي. كما يسرني أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، "أم الإمارات"، على دعمها المتواصل لمبادرات المجلس في مجال الأمن السيبراني، وقال إن هذا المؤتمر يعكس حرص سموها على بناء مجتمع رقمي آمن ومزدهرتصريح سعادة محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات.
وأضاف سعادته: "مجلس الأمن السيبراني يعمل جاهداً على تعزيز الثقة في الفضاء الإلكتروني من خلال تطوير أطر عمل قانونية وتنظيمية واضحة، وتشجيع تبادل المعلومات بين القطاعين العام والخاص، وتوعية المجتمع بأهمية الأمن السيبراني. إننا نؤمن بأن الثقة السيبرانية هي مفتاح لجذب الاستثمارات وتشجيع الابتكار، ونؤكد في الوقت نفسه على أن التهديدات السيبرانية لا تعرف حدوداً، والثقة في الفضاء الإلكتروني تتطلب حماية البيانات من الاختراقات والانتهاكات، ولذلك فإن مجلس الأمن السيبراني يعمل على تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين لتبادل المعلومات والخبرات، وتطوير معايير مشتركة للأمن السيبراني، مشيراً إلى أن التعاون الدولي هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات المتزايدة في مجال الأمن.
وأشارت السيدة بيرانجير بويل، المنسق المقيم للأمم المتحدة في الإمارات العربية المتحدة، إلى أهمية الوعي بمخاطر الذكاء الاصطناعي المحتملة والتصدي لها، خاصةً بالنسبة للنساء في المجتمعات المهمشة، مؤكدةً على ضرورة إشراك القيادات النسائية ومنظمات المجتمع المدني في تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي لضمان شموليته وحماية النساء من العنف الرقمي. وأضافت أن تعزيز الثقافة الرقمية بين النساء يمكّنهن من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بفعالية، مع فهم فوائده وحدوده، مما يسهم في خلق بيئات رقمية أكثر أمانًا تمكّن النساء من الازدهار كقائدات دون المساس بأمنهن.
وبدروها أكدت المهندسة غالية المناعي، رئيس الشؤون الاستراتيجية والتنموية في الاتحاد النسائي العام، أن الأمن السيبراني في عصرنا الرقمي يعتبر بمثابة الدرع الواقي لمواجهة المخاطر الإلكترونية المتطورة. كما أعلنت عن إطلاق البرنامج الدولي لتدريب المدربين النساء في المنطقة العربية والعالم حول الحوكمة الوطنية للأمن السيبراني والدبلوماسية السيبرانية، مشيرة أن البرنامج يستهدف النساء العاملات في صنع السياسات للأمن السيبراني في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكذلك المشاركات في مبادرات السلام والأمن، إلى جانب العاملات في المجال التقني، ممن يرغبن في توسيع ورفد معارفهن بالخبرات التي تؤهلهن للانتقال إلى أدوار السياسات السيبرانية والدبلوماسية السيبرانية.
فعاليات المؤتمر
وضمن فعاليات المؤتمر، أقيمت 3 جلسات حوارية، أولها جاءت تحت عنوان: "الأمن السيبراني وأجندة المرأة والسلام والأمن في عصر الذكاء الاصطناعي"، بمشاركة سعادة لوسي بيرغر، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الإمارات، وغايل ديموليس إباسا، أخصائية السياسات والبرامج، الحوكمة، والسلام والأمن ـ المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في آسيا، والدكتورة ابتسام المزروعي، رئيس مبادرة "الذكاء الاصطناعي من أجل التأثير الإيجابي" التابع للأمم المتحدة، وعوض المرر، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي ـ الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.
وقد شهدت الجلسة الأولى عرض النتائج الرئيسة لدراسة هيئة الأمم المتحدة للمرأة حول الأمن السيبراني وأجندة المرأة والسلام والأمن، وكذلك دور الذكاء الاصطناعي في مواجهة التهديدات السيبرانية وتعزيز الأمن من منظور "المرأة والسلام والأمن"، إلى جانب الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمان الإلكتروني وتحقيق أجندة المرأة والسلام والأمن.
أما الجلسة الثانية جاءت تحت عنوان: "دمج منظور المساواة بين الجنسين في استراتيجيات الأمن السيبراني"، بمشاركة مصطفى أونال أرتن، رئيس المركز الإقليمي لمكافحة الجرائم الإلكترونية التابع لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في الدوحة ، والدكتورة بشرى البلوشي، رئيسة قسم البحوث والابتكار ـ مركز دبي للأمن الإلكتروني، بريانك ماثور، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "Mythos Labs".
وخلال الجلسة الثانية تم استعراض حالات دراسية وأمثلة عملية حول عنوان الجلسة، ومناقشة أفضل الممارسات لتضمين أجندة المرأة والسلام والأمن في استراتيجيات الأمن السيبراني الوطنية، تم عرض أمثلة ناجحة من دول منطقة آسيا حول تطبيق هذه الاستراتيجيات.
فيما تم تنظيم الجلسة الثالثة تحت عنوان: "مواجهة التهديدات السيبرانية وتأثيرها على الحريات الأساسية"، بمشاركة سعادة مقصود كروز، رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، وشيمونا موهان، باحثة مساعدة ـ برنامج النوع الاجتماعي ونزع السلاح وبرنامج الأمن والتكنولوجيا ـ معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، وسالم سالمين النعيمي، مدير إدارة التخطيط والاستعداد الوطني ـ الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.
وعُرض خلال الجلسة الثالثة تحليل التهديدات، التي يشكلها الأمن السيبراني على الحريات الأساسية، بما في ذلك الحق في الخصوصية وحرية التعبير، ومشاركة رؤى من مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليونسكو، وزارة الخارجية الإماراتية، ومنظمات دولية غير حكومية، حول التحديات التي تواجه الحريات في ظل تطور التهديدات السيبرانية، وكذلك مناقشة الدور الذي تلعبه المؤسسات الدولية والحكومات والمنظمات غير الحكومية في مواجهة هذه المخاطر، إلى جانب إبراز أهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال الأمن السيبراني.