"الداخلية" تنظم ملتقى "عام المجتمع" في كليات التقنية العليا بأبوظبي
نظمت الإدارة العامة لحماية المجتمع والوقاية من الجريمة بوزارة الداخلية متمثلة بإدارة الدعم الاجتماعي الاتحادية، بالتعاون مع كليات التقنية العليا في أبوظبي، ملتقى "عام المجتمع"، الذي شكل منصة حوارية ومعرفية جمعت القيادات الأمنية والأكاديمية والاجتماعية والطلبة، لتبادل الرؤى والخبرات حول سبل دعم الهوية المجتمعية وتعزيز التلاحم الأسري، وجاء الملتقى انسجاماً مع أهداف عام المجتمع الذي خصص تحت شعار "يدا بيد "، بهدف ترسيخ مفاهيم الوحدة المجتمعية، وتعزيز أدوار المؤسسات الأمنية والأكاديمية والمجتمعية في دعم القيم الوطنية والإنسانية.
حضر الملتقى سعادة العميد محمد حميد بن دلموج الظاهري، الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والعقيد الدكتور سيف لخريباني النعيمي، نائب مدير عام الإدارة العامة لحماية المجتمع والوقاية من الجريمة، والعقيد الدكتور أحمد سبيعان الطنيجي، مدير إدارة الدعم الاجتماعي الاتحادية، والدكتور حسن المهيري القائم بأعمال الوكيل المساعد لتنظيم وحوكمة قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، و الدكتور مايكل كوه الرئيس الأكاديمي الأعلى بكليات التقنية العليا، وعدد من مديري مراكز الدعم الاجتماعي من القيادات الشرطية، وأساتذة وطلبة تخصص الخدمة الاجتماعية، إلى جانب نخبة من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين العاملين في القطاعين الأمني والأكاديمي.
وفي كلمته خلال الملتقى، قال العميد محمد حميد بن دلموج الظاهري أن دعم القيادة الرشيدة لجهود تعزيز التلاحم المجتمعي يمثل حجر الزاوية في بناء مجتمع آمن ومتماسك، مشيراً إلى أن مبادرة "عام المجتمع" تنبع من رؤية شاملة تستند إلى توجيهات القيادة الرشيدة بضرورة إشراك كافة مؤسسات المجتمع في ترسيخ القيم الوطنية، والارتقاء بجودة الحياة المجتمعية للمساهمة في تأهيل جيل واعي بقضايا مجتمعه".
من جانبه، أكد العقيد الدكتور سيف الخريباني النعيمي على أهمية تفعيل الأدوار الوقائية للمؤسسات الأمنية في مواجهة التحديات المجتمعية الحديثة، مشيراً إلى أن العمل التكاملي بين الجهات المختلفة يسهم في صيانة النسيج المجتمعي وتعزيز مفاهيم الوقاية قبل التدخل، وقال: "نحن نؤمن بأن الأمن يبدأ من الأسرة، وأن الوقاية الفاعلة تنطلق من تمكين الأفراد وتحصينهم بالمعرفة والوعي، وهو ما تعمل عليه إدارة حماية المجتمع والوقاية من الجريمة بالتعاون مع شركائنا الاستراتيجيين".
وأكد العقيد د. أحمد سبيعان الطنيجي أن الملتقى يأتي تزامناً مع إعلان عام 2025 "عام المجتمع"، ليكون مناسبة وطنية لترسيخ مفاهيم الانتماء، والعطاء، والوحدة، وتعزيز التماسك المجتمعي، وقال: "هذا اللقاء يعكس الرؤية الحكيمة لقيادتنا في بناء مجتمع متماسك ومستدام، ينطلق من نواة أساسية هي الأسرة، فكلما كانت الأسرة سعيدة ومترابطة ومتعلمة، كلما كان لدينا مجتمع قوي وآمن".
وشدد الطنيجي على أن الأمن المجتمعي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى استقرار الأسرة، مشيراً إلى أن استشعار القيادة لهذا المعطى تجسد في إنشاء وزارة للأسرة، ووزارات أخرى مثل وزارة التسامح ووزارة التمكين المجتمعي، لتعمل كأذرع استراتيجية في بناء توازن اجتماعي مستدام.
وناقش الملتقى عدداً من المحاور التي تمحورت حول التعريف بعام المجتمع 2025 وأهدافه الاستراتيجية، و إبراز دور الأخصائي الاجتماعي في دعم الهوية المجتمعية من خلال عرض تجارب واقعية من إدارة الدعم الاجتماعي، إلى جانب تسليط الضوء على تجارب ناجحة ومقترحات مبتكرة من كوادر وطلاب في خدمة عام المجتمع، بالإضافة إلى عرض تجربة طلاب الخدمة الاجتماعية خلال تدريبهم في الإدارة، وأثرها المهني والمعرفي على تكوينهم الأكاديمي.
وتضمنت الفعاليات تنظيم حلقة نقاشية تحت عنوان "دور الأخصائي الاجتماعي في المجتمع"، جمعت
نخبة من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، إلى جانب طلبة وأساتذة كليات التقنية العليا، بهدف تسليط الضوء على الدور المحوري للأخصائي الاجتماعي في دعم النسيج المجتمعي، وتفعيل أدوات التدخل المهني لمواجهة التحديات المجتمعية المتغيرة.
وعقد خلال جلسات الملتقى حلقة نقاشية تفاعلية مع طلبة تخصص الخدمة الاجتماعية، تناولت أهمية دورهم المستقبلي في صيانة النسيج المجتمعي، وآليات تطوير برامج مجتمعية حديثة تتلاءم مع تطورات المجتمع الإماراتي، ومداخل دمج الخريجين في مبادرات فاعلة ومؤثرة.
وشهد الملتقى جولة في المعرض المصاحب الذي تضمن عدداً لمشاريع طلبة كليات التقنية العليا والمبادرات المجتمعية، وفي الختام تم تكريم الجهات المشاركة تقديراً لمساهماتها في إنجاح الملتقى وتحقيق أهدافه.