في إطار العلاقات الإستراتيجية القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية روسيا الاتحادية، عُقدت ورشة عمل افتراضية جمعت ممثلين من وزارة الداخلية الإماراتية والنيابة العامة الروسية، بهدف بحث سبل التعاون في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال الحيوي.
وجاءت هذه الورشة، امتداداً للاتفاقيات الثنائية بين البلدين، حيث تناولت آليات التنسيق المشترك لمواجهة التحديات المتصاعدة في الفضاء الرقمي، وتوحيد الجهود في التصدي للجرائم الإلكترونية، والمحتوى المحظور الذي يهدد أمن الأفراد والمجتمعات.
وفي كلمة افتتاحية، أكدت وزارة الداخلية، على أهمية هذه الورشة كونها تجسد التزام البلدين بالتعاون الدولي لمواجهة الجرائم الحديثة، مشيرة إلى أن الإمارات تسعى دائماً لتعزيز الحماية الرقمية، وصون كرامة الإنسان في العالم الافتراضي، من خلال بناء منظومات أمنية متطورة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والشراكات الدولية الفاعلة.
من جانبه، أشاد السيد موتورينكو ميخائيل، ممثل النيابة العامة الروسية، بالجهود الإماراتية في دعم أمن المجتمعات ومواجهة التهديدات الإلكترونية، مؤكداً أن مثل هذه اللقاءات تعزز من فاعلية العمل المشترك، خاصة في ظل التحديات التي فرضتها التطورات التقنية المتسارعة، كما شدد على أهمية التعاون مع المنظمات الدولية، وتبادل المعرفة لمواجهة الجرائم العابرة للحدود.
هذا، واستعرض الوفد الروسي عدداً من التجارب الميدانية والتشريعات المعمول بها في روسيا للحد من الجرائم الرقمية، موضحاً دور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في حماية البيئة الرقمية ومكافحة الانتهاكات التي تطال خصوصية المستخدمين.
كما قدم الجانب الإماراتي عروضاً شاملة عن التجارب والمبادرات الرقمية التي تتبناها الأجهزة الأمنية بالدولة، وعلى رأسها منظومة البلاغات الذكية الخاصة بالجرائم الإلكترونية، والمشاريع الحيوية التي تهدف إلى نشر السلوكيات الرقمية الإيجابية، وضمان جودة الحياة الرقمية لجميع أفراد المجتمع.
وأكد الجانبان في ختام الورشة على أهمية استمرار التعاون المشترك، وتعزيز قنوات الاتصال وتبادل المعلومات لمواجهة الجرائم الإلكترونية بكفاءة واحترافية، تحقيقاً للأمن الرقمي العالمي.