نظمت وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للإستراتيجية وتطوير الأداء وبالتعاون مع مكتب الشؤون الدولية المنتدى الدولي الافتراضي الأول تحت عنوان "تعزيز جودة الحياة الأمنية –ممارسات من الإمارات"، والذي استمر على مدار يومين خلال الفترة (26-27) سبتمبر الجاري، وشهد مشاركة دولية واسعة من الخبراء والمختصين وقادة الشرطة حول العالم.

 ويأتي عقد هذا المنتدى "الأول من نوعه" ضمن إطار حرص الوزارة على استدامة مسيرة التميز والريادة، وتصدير أفضل الممارسات والسياسات المطبقة في مجالات العمل المختلفة بالتعاون مع الشركاء الإستراتيجيين، وذلك من خلال استعراض الحلول الذكية للأنظمة الأمنية المطورة والمبتكرة التي تتبناها الأجهزة الشرطية بالدولة لتقدم العديد من الخدمات والعمليات التي تعزز من جودة الحياة في المجتمع الإماراتي، وتحقق الاستباقية في الأداء الفعال للاستجابة السريعة في حالات الطوارئ والأزمات، وتحافظ على الأمن والسلامة، وتوفر الحماية اللازمة للأرواح والممتلكات.

وافتُتح المنتدى الدولي بكلمة من مكتب الشؤون الدولية بوزارة الداخلية، الذي أشاد بجهود المنظمين والقائمين كافة على هذا الحدث الهام الذي تنظمه وزارة الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة، مرحباً بالضيوف والحضور المشاركين من الخبراء والمختصين، وممثلي الشرطة من جميع أنحاء العالم، حيث يجمع هذا المنتدى الافتراضي الأول "تعزيز جودة الحياة الأمنية" بين الخبرات والكفاءات والعقول المميزة، ويمثل فرصة مناسبة لتلاقي وتبادل أفضل الممارسات العالمية المطبقة في مجالات العمل المختلفة لاسيما الأمنية والشرطية، والتي تتطلب بذل المزيد من الجهود في ظل عالم متغير، والذي يشهد الكثير من التحديات والصعوبات والتعقيدات، لذا نأمل من خلاله وانطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية أن يرسم مسارات عمل جديدة ومشتركة تحت منظومة واحدة تلبي احتياجات المجتمعات، وتعزز الأمن والسلامة فيها لتنعم شعوب العالم بالاستقرار والازدهار، كما ويمثل هذا الحدث الدولي الافتراضي خطوة أولية، آملين بمزيد من الملتقيات والمؤتمرات الحافلة بالبرامج والمبادرات الريادية، لإيجاد حلول مبتكرة وإبداعية تعزز الجهود الأمنية نحو مستقبل مستدام، وترفد تبادل المعرفة والحوارات البناءة بين المشاركين.

وجاء هذا الحدث الافتراضي لتسليط الضوء على إستراتيجية وزارة الداخلية لجودة الحياة الأمنية (2031)، والتي تأتي ضمن دعم وتعزيز الإستراتيجيات والخطط الحكومية، لتنسجم بذلك مع رؤية أن تكون الإمارات أفضل دول العالم في تحقيق الأمن والسلامة، كما يهدف هذا المنتدى إلى استعراض أهم التوجهات والمبادرات والتأثيرات التي قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة نحو تعزيز جودة الحياة الأمنية، إلى جانب تبادل الحوار والمعرفة، والاستفادة من التجارب والخبرات من أجل تطبيق أفضل الممارسات العالمية وتصديرها خاصة في مجالات العمل الأمنية والشرطية.

واستعرض المختصون على مدار يومين عدداً من الموضوعات التي تؤكد مدى الكفاءة العالية، والقدرات الاستباقية للأجهزة الأمنية والشرطية كافة على مستوى الدولة في تلبية الخدمات والاحتياجات لأفراد المجتمع، حيث قدم العقيد الدكتور عمر الشحي مدير مركز الأبحاث والتطوير بوزارة الداخلية عرضاً تفصيلياً حول "إستراتيجية وزارة الداخلية لجودة الحياة الأمنية 2031"، والتي تهدف إلى تعزيز رفاهية المجتمع الإماراتي من خلال تقديم حزمة متنوعة من خدمات الأمن والسلامة بطرق ذكية ومبتكرة عبر المنظومة الأمنية المتكاملة.

وتناولت القيادة العامة لشرطة دبي موضوع "مركز الشرط الذكي (SPS)"، والذي استعرضه المقدم أحمد بن فهد المهيري رئيس قسم تجربة المتعامل الرقمية، كونه يمثل منصة تفاعلية متكاملة لمركز الشرطة ذاتي الخدمة من دون تدخل بشري، ويعد الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط، ويتيح لأفراد المجتمع التقدم بطلب خدمات الشرطة، وإجراء معاملاتهم وبلاغاتهم دون الحاجة لزيارة مراكز الشرطة .

وتطرقت المقدم د.أمل قمبر مدير إدارة إسعاد العاملين بوزارة الداخلية، إلى "خدمة بن وريقة"، والتي تم استحداثها بالتعاون مع الشركاء الإستراتيجيين من وزارة الصحة، والإسعاف الوطني والجهات الطبية المعنية وغيرها، وهي نظام ذكي يقوم على مساعدة الأطباء والمسعفين في تسهيل وصولهم بشكل آمن وسريع للحالات الطبية الطارئة، التي تتطلبها طبيعة أعمالهم.

واستعرض الملازم سلطان الدهباشي مدير فرع تطوير التحالفات الدائمة لمنتدى المجتمعات الآمنة، مفهوم المبادرة التي أطلقتها وزارة الداخلية عام (2020) لمنتدى المجتمعات الآمنة، والتي تهدف إلى إشراك شرائح المجتمع كافة للتعامل والتصدي لمختلف أشكال الجرائم من التطرف والإرهاب والتعصب والكراهية، وتدعو للعمل والتعاون الدولي المشترك لمكافحة هذه الجرائم والقضاء عليها، وذلك بما يعزز الأمن والأمان والسلامة في المجتمعات .

وتحدث الرائد حميد عبدالله آل علي من القيادة العامة للدفاع المدني، عن جائزة "الفؤوس للتميز" التي حصلت عليها مراكز الدفاع المدني في الدولة، بناءً على مدى القدرات العالية، والكفاءة الاستباقية في الاستعداد والجاهزية للتعامل مع الحوادث المختلفة للحرائق، والتي تحتاج إلى التدخل السريع والفوري، وذلك حفاظاً على سلامة المجتمع وتعزيز حماية الأرواح والممتلكات.

وقدمت الملازم أول هبة خميس الكعبي من إدارة البرامج والحلول الذكية بوزارة الداخلية، موضوع "تطوير الخدمات الشرطية القضائية المشتركة"، والتي تأتي بالتعاون مع الشركاء من وزارة العدل والسلطات القضائية بالدولة، وهي منظومة ذكية تقوم بالربط الموحد بين وزارة الداخلية والجهات القضائية المختصة لتقديم الخدمات الاستباقية للجمهور،والمتعلقة بجلسات المحكمة الافتراضية، والنظم الجنائية، والإجراءات القانونية، وخدمات المؤسسات العقابية والإصلاحية الخاصة بالنزلاء، والعديد من الخدمات الأخرى.

وفي ختام المنتدى الافتراضي قام فريق العمل المشارك من المتحدثين بالتجاوب والتفاعل مع استفسارات الجمهور والحضور المشارك حول الموضوعات التي تم تداولها للاستفادة من تجاربهم وأعمالهم المطبقة.

كما وقامت اللجنة المنظمة في نهاية المنتدى بقياس رأي المشاركين عبر استبيان إلكتروني حول مدى الاستفادة من المبادرات والممارسات المطروحة، إلى جانب قياس مدى الرضا عن تنظيم المنتدى :

حيث أكَّد المشاركون وبنسبة بلغت (100%) عن تقديم المنتدى لمعلومات وأفكار جديدة، وبلغت نسبة الاستفادة والقيمة المضافة المقدمة من المبادرات المعروضة (98%). وعبر (94%) منهم عن رغبتهم في تطبيق تلك الأفكار. 

كما أكد المشاركون وبنسبة بلغت (100%) عن ضرورة عقد الملتقى بشكل سنوي لتحصيل الاستفادة من التجارب والخبرات العالمية.